الأربعاء، 22 فبراير 2012

في مجلس اعتكاف الشيخ ياسر

لا زلت أتذكر تلك  الليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان. ها أنا بين مئات الشباب المتزاحمين حول الشيخ بعد ليلة طويلة قمنا فيها معظم الليل مؤتمين بشيخنا الخاشع ياسر برهامي الذي نحبه كثيراً. وبعد أن صلينا وراءه الفجر أخذ كل منا مكانه حول الشيخ مغالبين النعاس بعد سهرة طويلة وشاقة .. لكن التعب هين في سبيل رضى الله والفردوس.
 هذا الصباح كان الشيخ يقرأ من كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري. ثمت شيء ثمين أبحث عنه دائماً أثناء تلاوتي أو سماعي للقرآن، أو في دروس العلم، هذا الشيء الثمين الغالي هو اليقين وفي كل مرة يبدأ الشيخ كلمته أتطلع إلى أن يقول شيئاً يزيد إيماني ويذهب الشك من قلبي .. هذا الشك الذي جعل القلق قرين ملازم لي ، والشعور بالذنب يتعاظم حتى صار كأنه جبل أحمله على عاتقي :(أفي الله شك فاطر السماوات والأرض؟!!) ترى ماذا سيقول الشيخ لنا هذا الصباح؟
يومها كان الحديث عن عظمة الله ، وكان من ضمن ما رواه لنا هذا الحديث: 
   عن العباس بن عبد المطلب أنه قال : مرت سحابة على رسول الله  فقال : (( ما تدرون ما هذا ؟ فقلنا: السحاب ، فقال: أو المزن ، قالوا : قلنا : أو المزن ، قال أو العنان . قلنا : أو العنان ، فقال: هل تدرون بعد ما بين السناء والأرض ؟ قلنا : لا ، قال إحدى وسبعين ، أو اثنين وسبعين، أو ثلاث وسبعين – قال: وإلى فوقها مثل ذلك حتى عدهن سبع سماوات على نحو ذلك . ثم قال:وفوق السابعة البحر أسفله من اعلاه ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوقه ثمانية أو عال ما بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم العرش فوق ذلك بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم إن الله تعالى فوق ذلك العرش )) أخرجه أبو داود في السنن  فرحتُ أتخيل عرش الله فوق الماء محمول على أربعة وعوول (من الماعز) وتطلعت إلى الشيخ الطبيب الذكي صاحب الإيمان العميق عله يأت بما يرفع الحرج ويذهب الشك ، ولكن الشيخ استطرد في ذكر روايات أخرى للحديث يذكر بعضها أسماء تلك الوعول حلمة العرش واحداً واحداً .. وأطرق قليلاً ثم قال :"سبحان الله" ..
وبخيبة أمل لا توصف قلت في نفسي سبحــــــــــــــان الله!!
وعل عربي

الاثنين، 20 فبراير 2012

ولدتُ يوم ثرت على الآلهة

ولدت .. لا حول لي ولا قوة ، وكملايين البشر تم تلقيني كل شيء .. ورثتُ العادات والتقاليد والدين .. كنت أصغرَ من أن أختار بنفسي..
 أسرتي كانت سلفية متشددة؛ كان والدي منضوٍ تحت راية أشد الإسلاميين تشدداً ! حفظت القرآن صبياً. والديَّ حرصا كثيراً على تلقيننا ـ أنا وأخوتي ـ (علوم الدين) .. ضاعت الطفولة تقريباً بين حفظ وعبادة وأذكار .. كنت شديد الخوف من (الله) .. رجوت دائماً أن أكون من أهل (الجنة) لا من أهل (النار).
كبرتُ وثقل همي كل يوم .. حين كان عمري 14 عاماً بدأتُ رحلتي ـ مستقلاً عن والدي ـ في البحث عن (الفرقة الناجية) وانتقلت من جماعة إلى أخرى .. تحدث يومياً انشطارات داخل الجماعات الإسلامية ..مرت سنوات أخرى قاسية.. كان حلم الدولة الإسلامية لا يفارقني أبداً ..
حين كان لي من العمر 19 سنةً انتميت إلى (الدعوة السلفية) انبهرت برموزها في الإسكندرية ولازمتهم .. كان الشيخ الطبيب ياسر برهامي في هذا الوقت أحب الناس إليَّ على الإطلاق ! ظننت أنه الرجل الذي سيقيم الخلافة ويغير العالم!!
لم أفق إلا بعد 9 سنوات .. في منتصف عام 2010  كانت ولادتي الحقيقية.
الشيء الذي ظللت طيلة عمري أخشاه حدث وكنت ـ ويا للمفارقة ! ـ سعيد جداً به .. هذا الشيء هو مجرد الشك في الله !
من أجل هذا الشك حججت 6 مرات ماشياً على قدَمَيَّ متوسلا ًلله بعملي أن يحفظ علي إيماني ..
خوفاً من هذا الشك اعتمرت عشرات المرات وقمت الليالي أصلي (لله).  لم يكن على لساني سوى دعاء واحد مكرور : "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
قراءة (القرآن) ليل نهار .. حضور (دروس العلم) .. مطالعة كتب (السلف) لم يجدي شيء من ذلك نفعاً .. كان لدي شعور دفين بعبثية كل ما أقوم به..
أخيراً وبعد تجربة مؤلمة طويلة مع الدين من الطفولة حتى عامي الـ27 أفقت فجأة.. فجأة سمحت للأسئلة التي يخشى الإجابة عليها كل مؤمن أن تعبر إلى عقلي ومعها الإجابات .. الحقائق انهمرت دفعة واحدة ؛ و لم تعد لدي ذرة شك واحدة في أن الله مجرد وهم .. وهم تشاركه معظم الناس حقباً طويلة من الزمن ..
حينها لم أجد بداً من الثورة على هذا الوهم الذي سرق أجمل لحظات العمر .. وقررت تكريس حياتي كلها للعمل على مكافحة هذا المرض! 
هذا المرض الذي لا زال الملايين يسمونه إلى الآن ديناً .. الدين ليس سوى وهم
سأحاول في هذه المدونة أن أنقل تجربتي مع الدين .. 
وتجربتي في التخلص من الوهم بلا رجعة ..